جريدة الراية القطرية
Arrayah News Paper in Qatar
01072012
بقلم أمل عبدالملك
التربية الإعلامية
تلعب وسائل الإعلام الدور الأهم والأكبر في
حياتنا وفي التأثير على اتجاهاتنا.. ونستقي معظم
معلوماتنا منها وتجعلنا على تواصل مع العالم الآخر
وتمدّنا بآخر الأخبار، ولا ينكر أحد دور الإعلام في
تعديل أو تضليل الجمهور إذا ما كانت الوسيلة تنفذ
أجندة سياسية معيّنة، ومنذ الأزل والإعلام يلعب
دورًا كبيرًا في تشكيل ثقافتنا ومعرفتنا ولكن مع
تطوّر وسائل التكنولوجيا أصبح أكثر انتشارًا ولم يعد
مقتصرًا على الوسائل المعروفة من صحف وإذاعة
وتلفزيون بل أصبحت الأخبار والمعلومات تصلنا أين
ما كنا بمجرد حصولنا على أحدث الهواتف المتنقلة
والمزوّدة بخدمة الإنترنت عبر الإعلام التكنولوجي
أو الجديد كما يسميه البعض والمتضمن شبكات
التواصل الاجتماعي، ولكي تصل الأخبار بشكل
حرفي لا بد أن يعمل في الإعلام متخصصون، ولكي
نجد المتخصصين في الإعلام لا بد من تربيتهم
إعلاميًا لا سيما أن هناك عزوفًا نوعًا ما عن ممارسة
العمل الإعلامي، فكيف ننمي حب العمل الإعلامي
وأهمية الإعلام في الجيل الجديد لكي يكون لدينا
إعلاميون يقودون المؤسسات الإعلامية في ٢٠٣٠
ويكون لدينا اكتفاء محلي من الصحفيين والمذيعين
والمخرجين والفنيين عكس ما هو حادث الآن،
فأغلب المؤسسات الإعلامية وإن كانت تُدار من
مواطنين فإن الكادر الفني والإنتاجي وافد والأسماء
القطرية العاملة في هذا المجال نادرة جدًا بالإضافة
إلى معاناتها من الضغوط أحيانًا من إداراتها.
إذًا تنمية حب العمل الإعلامي يجب أن تكون
منذ الصغر أي في المدرسة حيث يتعلّم الطالب
كافة العلوم الأدبية والعلمية وتتشكل ميوله وعندما
يتعلّم المنهج الإعلامي بشكل مبسط في المدرسة
ويبدأ في المشاركة في الأنشطة الإعلامية التي
ترتبها المدرسة ربما بالتعاون مع المؤسسات
الإعلامية أو المتخصصين في المجال فإن العمل
الإعلامي لن يكون أمرًا غريبًا على الشاب أو الشابة
بعد التخرّج، وسيكون سهلاً على الشباب الانخراط
في العمل الإعلامي أولاً لأن الشاب والشابة اعتادوا
على المشاركة الإعلامية ثانيًا تفهم الأهل والمجتمع
لهذه المشاركة فقد رافق الأهل أبناءهم في كافة
أنشطتهم الإعلامية خلال المدرسة كما أنهم يشرفون
على تدريسهم المواد الإعلامية التي يدرسونها في
المدرسة فسيشيع الوعي بالعمل الإعلامي ولن يكون
هناك تحرّج من الأهل ولا الشباب مما سينعكس
إيجابيًا على المجتمع بوجود كوادر إعلامية شابة
قطرية ومؤهلة وفاهمة في كل التخصصات
الإعلامية وهذا ما تحتاجه البلد في المرحلة المقبلة.
وقد يكون برنامج التربية الإعلامية الذي نفذه
مركز الدوحة لحرية الإعلام بالتعاون مع المجلس
الأعلى للتعليم هذا العام خير مثال لذلك وتجربة لا
بد أن تُعمم على جميع المدارس، وبشكل مكثف على
ألا تكون مجرد نشاط مدرسي بل يفضل أن يدرس
المجلس الأعلى للتعليم فكرة التربية الإعلامية
كمنهج أساسي يطبق على الطلبة بدءًا من المرحلة
الإعدادية وإلى التخرّج من الثانوية، وقد تكون
فكرة ناجحة لو تم تطبيقها في الجامعة مهما كانت
التخصصات العلمية بحيث يدرس الطالب مادة
إعلامية يوظف فيها التخصص العلمي في وسائل
الإعلام، فالإعلام بحاجة إلى جميع التخصصات،
مما يوصلنا إلى الاكتفاء الإعلامي يومًا.
ڈ نتمنى أن تتغيّر نظرة البعض إلى العمل
الإعلامي، ويكون هناك إقبال على ممارسته فهو
يتضمن رسائل وأهدافًا تخدم المجتمع، وأهل البلد
أكثر دراية بقضاياهم التي يجب أن تُطرح وتُناقش
في وسائل الإعلام!
ڈ التربية الإعلامية تجربة ناجحة لا بد من
دراستها بعمق وتعميمها على المدارس لمحو الأمية
الإعلامية، ولتشجيع الشباب على العمل الإعلامي!__