"تيري إيجلتون" في كتاب : "فكرة الثقافة" .
بأنها مميزات أو خصائص جماعة تتضمن القيم و المعتقدات و معايير السلوك
التي تختلف في عضوية جماعة أخرى و تساعد على تمييز هذه الجماعة عن جماعة
أخرى ، أما ( أمرود Omrod) فيعرّفها بأنها "نظم السلوك و المعتقدات التي تميّز جماعة اجتماعية" و يرى ( آرندس 2004 Arends)
أنها "تصف الطريقة الكلية لحياة جماعة بتاريخها و اتجاهاتها و قيمها ، و
الثقافة تُتَعلّم ، و ليست ثابتة ، و تتغير بشكل مستمر ، و الثقافات لا
تمثل الجماعات ، و إنما هي ما أوجدت من قبل الجماعات"(2) .
لعل علماءنا العرب و المسلمين سبقوا في دراسة ارتباط الثقافة بالمجتمع منذ
عصور مضت يقف في مقدمة ركبهم مؤسس علم الاجتماع العلامة ابن خلدون مروراً
بعدد كبير من علماء الاجتماع و لعل أبرزهم في السنوات الأخيرة المفكر
الجزائري مالك بن نبي و عالم الاجتماع علي الوردي وغيرهم .
ارتباط الثقافة بالمجتمع ارتباط متلازم ، إذ لا يمكن أن نفهم مجتمعاً إلا
بفهم ثقافته ، كما لا يمكن أن نفهم ثقافة أي مجتمع إلا بفهم المجتمع ذاته
، سوء كان ذلك في جوانبه الثابتة كالأديان و القيم الأخلاقية ، أم في
جوانبه المتطورة و المتغيرة كالإبداع و الفن و الأدب و الإنتاج العلمي و
غيرها من الأفعال الثقافية المتطورة و التي هي أسرع تغيّراً و مواكبةً للمرحلة التاريخية التي يمر بها المجتمع .
الإدراك لدور الثقافة في تغيير اتجاهات الرأي العام المحلي و العالمي ، من
خلال التأثير غير المباشر للفعل الثقافي في حياة الشعوب .
لقد تعزز دور الثقافة على المستوى العالمي في العقود الأخيرة من خلال
إنشاء عدد من المنظمات و المؤسسات الثقافية العالمية و الإقليمية و لعل
المنظمة الدولية للتربية و العلوم و الثقافة (اليونسكو) تأتي في مقدمتها ،
و على المستوى الإقليمي تبرز المنظمة العربية والمنظمة الإسلامية للتربية
و الثقافة و العلوم و غيرها من المؤسسات التي تشكل أدوات و آليات للفعل
الثقافي الدولي و الإقليمي .
إذا كانت الثقافة تتبوأ هذه المكانة في حياة الأمم والشعوب والمجتمعات
والأفراد ، فإن التربية و الإعلام هما البوابتان اللتان تلج الثقافة من
خلالهما إلى الفرد في أي مجتمع ، فالتربية وثيقة الصلة بالثقافة و يؤثر كل
منهما بالآخر و يتأثر به .
لا يقل ارتباط الثقافة بالإعلام عن ذلك ، فهو الناقل للثقافة و المعبر
عنها بصورها المتعددة ، بل إن الفعل الإعلامي يحمل بداخله مضموناً ثقافياً
أيّاً كان هذا المضمون ، و هذا يبيّن أهمية و دور الإعلام في تغيير كثير
من التصورات و المفاهيم لدى الأفراد و الشعوب ، و قد ساعد على ذلك سرعة و
تطور انتشار وسائل الإعلام المختلفة ، فالفضاء يعج بمئات المحطات
التلفزيونية و الإذاعية ، و تمتلئ المكتبات بآلاف الصحف و المجلات التي
تصدر كل يوم ، و قد أضاف الإعلام التكنولوجي بُعداً جديداً لذلك .
: "المضامين الثقافية التي يتلقاها الفرد و الجماعة من المصادر التربوية و
تشكل معتقداتهم و تصوراتهم و مفاهيمهم و قيمهم التي تؤثر في تكوين سلوكهم
و عاداتهم و تقاليدهم و أنماط حياتهم ".
المضامين الثقافية التي يتلقاها الفرد و الجماعة من المصادر الإعلامية و
تشكل معتقداتهم و تصوراتهم و مفاهيمهم و قيمهم التي تؤثر في تكوين سلوكهم
و عاداتهم و تقاليدهم و أنماط حياتهم " .
كانت المؤسسات التربوية تهئ لطلابها و طالباتها الخطط و البرامج التعليمية
و التدريبية لما لهذه الخطط و البرامج من أهمية في تحصيل الطلاب و
الطالبات للمواد العلمية التي جاءوا لدراستها ، فإن هناك جانباً آخر لا
يقل أهمية عن ذلك ، ألا و هي مصادر الثقافة التربوية لدى هؤلاء الطلاب و
الطالبات ، إذ يأتي هؤلاء و قد تأثروا بمؤثرات كثيرة لعل من أبرزها الأسرة
و المدرسة و الأصدقاء و غيرهم .
القيم و الفضائل فإنها بذلك تبني المجتمعات بلبنات قوية متماسكة لا تؤثر
فيها عواصف الزمن و لا متغيرات الأحداث . أما إذا أهملت الأسرة دورها في
التربية و التقويم فإن أفراداً في المجتمع يتخرجون من هذه الأسرة لا يمكن
أن يساهموا في بنائها بل يكونون عوامل هدم و تخريب و لا يمكن أن تنشأ
المجتمعات بمثل هذه العناصر الهزيلة .
قد اهتمت الشعوب و الأمم بتكوين الأسرة على قواعد ثابتة حتى تستطيع أن
تربي أجيالاً قوية ، ولعل أهم أدوار الأسرة في تكوين الثقافة التربوية
يبرز في الاهتمام بالجانب الأخلاقي و السلوكي و في تعليم الأبناء الفضائل
و المبادئ الخلقية الرفيعة و إرشادهم إلى السلوك المستقيم ، و هي من أهم
الواجبات التي يمكن أن تقوم بها الأسرة فهي التي تستطيع أن تترجم المعاني
الخلقية إلى أفعال و سلوك بممارستها لهذه الأفعال أمام الأبناء فيكتسبون
منها ذلك و لا يمكن لأي مؤسسة أو فئة أو محضن تربوي أن يقوم بدور الأسرة ،
و إذا حدث ذلك فإنما هو خلل في الأدوار لا بد من معالجته . و لعل أبرز
جوانب التربية الخلقية هو القدوة من خلال الوالدين ، حيث أنهما يعتبران
النموذج و القدوة أمام الأبناء .
يبرز دور الأسرة في الاهتمام بالسلوك الاجتماعي حيث يعيش الأبناء في
مجموعة بشرية معينة و عليهم أن يتعرفوا على هذه البيئة حتى يستطيعوا أن
يعيشوا معها .
تأتي تنمية الجانب الثقافي كدور آخر للأسرة ، فلا بد للإنسان من ثقافة و
معرفة يتلقاها في صغره حتى يكبر عليها و ينشأ محباً لها عاملاً بها .
لثقافة الطلاب و الطالبات ، فما زال كثير منهم يلجأ إلى أسرته للتعرف على
ما يحتاجه من ثقافة معينة أو معلومة جديدة خاصة إذا كانت هذه الأسرة تعنى
بالثقافة .
المعلم محور العملية التعليمية إذ أن جميع العوامل الأخرى كالمنهج والكتاب
والوسائل المساندة لا تستطيع التأثير أو تطوير مسيرة التعليم دون أن تمر
من خلال المعلم ، فهو يقوم بصياغة تفكير الإنسان وتربيته وتطوير مهاراته فالمعلم هو القائد والمحرك للعملية التعليمية
الاتجاه العالمي في التربية الحديثة يذهب إلى إعطاء المعلم أدواراً أكثر
من مجرد الأداء للمادة العلمية إذ يتطلب منه أن يقوم بأدوار شتى كتعليم
الطالب طريقة التعليم وليس التعليم وحده ، كما يطلب منه أن يتابع
المستجدات الحديثة في ميدانه ويطور إمكانياته ومهاراته المهنية والتركيز
على البحوث العلمية الميدانية وعدم الاكتفاء بالتلقين النظري خاصة مع
تسارع المستجدات العلمية الحديثة وتطور وسائل التقانة مما يفترض معه قدره
المعلم على التعامل مع هذه التقانة معهم بعد تخرجهم .
زالت المكتبات بصفة عامة و المكتبات في المؤسسات التعليمية بصفة خاصة
مصدراً أساسياً من مصادر الثقافة التربوية للطلاب و الطالبات ، فهي مصدر
علمي يسند المقررات الدراسية و التدريبية حيث يجد فيه الطلاب و الطالبات
مبتغاهم من المصادر و المراجع التي يحتاجونها لدعم دراستهم التخصصية أو
أبحاثهم العلمية ، و تسعى المؤسسات التعليمية إلى أن تكون مكتباتها ملبية
لاحتياج الباحثين فيها سواء كانوا أساتذة أم طلاباً ، و لذا فإنها تقوم
بتطوير مكتباتها و رفدها بالدراسات و الأبحاث و الكتب الجديدة ، و قد يسرت
وسائل التكنولوجيا سبل الاستفادة العلمية من المكتبات خاصة مع توفر الكتاب
الإلكتروني أو المكتبة الإلكترونية التي لا تحتاج إلى انتقال مكاني أو
ساعة زمنية محددة للاستفادة منها .
. تراجع مكانة القراءة كمدخل للثقافة فالقراءة و المطالعة كرغبة و هواية
لم يعد لها ذلك الدور المهم على الرغم من توفر الوسائل المساعدة في ذلك .
تدني مستوى القراءة ـ وهي المدخل للثقافة بصفة عامة والثقافة التربوية
بصفة خاصة ، تدنى ـ بحيث أصبحت نسبة من يقرأ منهم قراءات خارج المنهج
الدراسة محدودة ، تشير إحدى الدراسات ( العاني2005 ) إلى أن "عدد
الكتب التي قرأها الطالب في العام الأكاديمي (فترة إعداد الدراسة )
2003/2004 -غير الكتب الدراسية المقررة- ( تتفاوت بين الطلبة ) فنجد أن
أعلى نسبة سجلت لفئة (1-2) كتاب بلغت (37.5%) وأن فئة (3-4) كتب بلغت
نسبتها (29%) وفئة (5) كتب فأكثر بلغت نسبتها (25.3%)، فهذه
النتائج تشير إلى أن الطالب يقرأ كتباً إضافية ويطالع مطالعات خارجية ولكن
لا تزال قليلة جداً في الوقت الذي يتطلب منه أن يقرأ أكثر وخاصة أنه في
مرحلة إعداد أكاديمي- تربوي يتطلب منه الاستزادة من طلب المعرفة الموجودة
في الكتب والتي لا تتحقق إلا من خلال قراءتها واستيعاب مضامينها بدافع
ذاتي، فالقراءة هي مفتاح العلم والمعرفة . (4)
الأصدقاء مصدراً للثقافة التربوية بالنسبة لزملائهم خاصة لأولئك الذين لا
يجدون مصدراً للإجابة على تساؤلاتهم التربوية و الثقافية
كثيراً من جماعات الأصدقاء تنشئ لها ثقافات خاصة و علاقات مقيدة ، إذ يكون
تأثيرها أكبر من المؤثرات الأخرى ، لأن التفاعل داخلها يتم اختيارياً و
بإرادة حرة ، كما أن الاندماج داخل جماعة الأصدقاء يتم بحرية و سهولة ، و
يستطيع الفرد داخلها أن يعبر عن ذاته و ميوله و انفعالاته بيسر و حرية ،
إضافة إلى أن جماعة الأصدقاء تشعر الفرد باستقلاليته الشخصية و قدرته على
اختيار عناصر المجموعة ، و على الرغم من السلبيات التي قد تعتري جماعة
الأصدقاء إلا أنها تسهم في الإثراء الثقافي و المعرفي لأعضائها إذا أحسن
الواحد منهم اختيار المجموعة التي ينتمي إليها، أو كانت هناك قيم إيجابية
مشتركة بين المجموعة .
قد ساعدت وسائل الاتصال الحديثة من هواتف نقالة ذات قدرات تكنولوجية عالية
و شبكات المعلومات و طرق الاتصال التكنولوجية من تعاظم دور الأصدقاء في
التأثير الذي تقوم به مجموعاتهم ، و لعل المنتديات على شبكة الإنترنت تمثل
نموذجاً لما يمكن أن تؤثر فيه وسائل الاتصال الحديثة من أدوار لمجموعات
الأصدقاء ، ففي دراسة حول اتجاهات الشباب الخليجي نحو وسائل الإعلام (
الحمود و آخرون )أجاب 35% من العينة التي تم استقصاء آرائهم بأنهم يشاركون
المنتديات على شبكة الإنترنت بصفة دائمة ، كما أجاب 25% أنهم يتابعون ذلك
أحياناً ، أي أن الذين يتابعون هذه المنتديات يبلغ 60% من عدد المشاركين .
و المتتبع لهذه المنتديات يجد أنها قد طورت علاقة الأصدقاء من علاقة
مباشرة إلى علاقة واسعة ممتدة لا يمكن أن توضع لها حدود و لا يتوقف
تأثيرها على مستوى معين أو فئة معينة ، بل يمكن أن تمتد إلى مساحات واسعة
من التأثير ، و لا أدل على ذلك من أن 26% ممن تم استقصاء آرائهم في
الدراسة السابقة أجابوا بنعم حين تم سؤالهم عن تأثير المنتديات في نشر
ثقافة التفرقة الطائفية أو القبلية، كما أجاب 47% بـ أحياناً ، أي أن
الذين يرون أن المنتديات تسهم في نشر هذه الثقافة هم 73% !! مما يشير إلى
أهمية دراسة ظاهرة الصداقة الإلكترونية !! (5) .
طلاب المؤسسات التعليمية و طالباتها يأتون إليها و هم محملون بكثير من
القيم الثقافية التي تلقوها من مؤسسات المجتمع و مكوناته المتعددة ، و
تستمر معهم هذه القيم في مرحلة دراستهم ، بل تزداد رسوخاً من خلال تأكيد
الدراسة على هذه القيم أو أنها تتعرض للتهذيب و التوجيه من خلال ما يتلقاه
الطلاب و الطالبات على يد أساتذتهم و في مؤسستهم التعليمية و التربوية .
لعل أبرز مؤسسات المجتمع تأثيراً في الثقافة ، هي المؤسسات الدينية التي
ترسم إطاراً محدداً لكثير من التصورات و الثقافات التي يتلقاها الطلاب و
الطالبات ، و يمتد تأثيرها إلى كافة أطياف المجتمع ، و لقد توسع هذا الدور
و أصبح مصدراً ثقافياً مهماً خاصةً في جوانب معرفة الأحكام الدينية ، و قد
تزايد دور هذه المؤسسات في السنوات الأخيرة من خلال استخدام وسائل جديدة
كالأشرطة المسجلة أو أشرطة الكمبيوتر المدمجة (C.D) أو الكتيبات الصغيرة أو استخدام شبكة الإنترنت بل استخدام الرسائل الهاتفية القصيرة .
كثيراً من الطلاب و الطالبات يبنون آراءهم و يتخذون مواقفهم من خلال
التأثير الثقافي لهذه الوسائل مما يعني أهميته دورها في رسم السلوك و
القيم لدى هؤلاء الطلاب و الطالبات
من مؤسسات المجتمع المؤثرة ثقافياً المراكز و الأندية الثقافية و الأدبية
و الجمعيات الاجتماعية التي تنتشر في بعض الأقطار ، إذ تشكل هذه المراكز و
الأندية مصدراً تثقيفياً لعامة أبناء المجتمع ولطلبة وطالبات المؤسسات
التربوية و التعليمية من خلال البرامج الثقافية والأدبية كالمحاضرات
والندوات والمؤتمرات وكذا نشر الكتب والدوريات والمجلات وغيرها من البرامج
التي تُقدم و يتم تنفيذها سواء كان ذلك في ذات المركز أو النادي أو
الجمعية ، أو يتم تقديمها في المؤسسات وفق برامج مشتركة بينهما .
أصبح للمؤسسات المجتمعية دور كبير في الثقافة التربوية وأصبح من الضرورة
أن يتكامل ما تقدمه هذه المؤسسات مع ما تقدمه المؤسسات التربوية و
التعليمية .
وسائل الإعلام من أكثر وسائل التأثير في الرأي العام و تحديد اتجاهاته ،
بل أصبحت هذه الوسائل مصدراً أساسياً للثقافة العامة لكافة فئات المجتمع ،
فقد امتد تأثيرها إلى معظم أفراد المجتمع من خلال ما تقدمه من محتوى يحمل
مضامين متعددة تلقى قبولاً لدى هذه الفئات ،وساعد في ذلك استخدام
التكنولوجيا فوسائل الإعلام التكنولوجية المعاصرة تشكل أهم التحديات أمام
الثقافة ، ولذا فإن الثقافة الإعلامية تتم صياغيتها من خلال عدد من
الوسائل أبرزها :
البث الفضائي (التلفزيون و الإذاعة) أبرز مصادر الثقافة الإعلامية ، و
تكمن خطورته في عدم القدرة على الحد من تأثيراته السلبية على الرغم من
الجوانب الإيجابية التي لا يمكن إنكارها ، و التي تشكل مصدراً جيداً
للثقافة الإعلامية ، لكن التأثيرات السلبية هي الغالبة على ما تقدمه
القنوات الفضائية المرئية منها و المسموعة ، فمتابعة لكثير من القنوات
الإذاعية و الفضائية يمكن أن يخرج منها المتابع بحصيلة وافرة من الآثار
التي تخلفها المواد الإعلامية التي يتم بثها ، خاصة تلك المضامين التي
تحملها المواد الإعلامية و تكون متناقضة مع المضامين التربوية التي
يتلقاها الفرد من المجتمع ، علما بأن أكثر المتأثرين بهذه المواد
الإعلامية هم جيل الشباب و خاصة الطلاب و الطالبات .
معظم الدراسات العلمية تشير إلى أن مدى تأثير وسائل الإعلام على تكوين
ثقافة الفرد و سلوكه ، خاصة السلوكيات السلبية في حياة كثير من الشباب فقد
جاء في
إحدى المجلات :(أن الفضاء العربي ازدحم في وقت قصير نسبياً بنحو 140 قناة
فضائية وتزايدت نسب مشاهدة الجمهور لهذه الفضائيات وتفيد إحدى الدراسات
العلمية الحديثة أن نسبة 69 % من الجمهور العربي يشاهدون الفضائيات لمدة
أربع ساعات يومياً وأن 31 % منهم يشاهدونها لمدة ثلاث ساعات يومياً و 34.5
% لمدة ساعتين و15 % لمدة ساعة واحدة يومياً على حين بلغت نسبة نمو مقتني
أطباق البث 12 % سنوياً و 40 % من هذه الفضائيات تتبع الحكومات العربية
والبقية تعتبر مستقلة ظاهرياً فقط ، وتمثل البرامج الإخبارية في هذه
الفضائيات حوالي 5 % فقط .
استبيان أجرته مجلة (ولدي) على 57 من آباء والأمهات و65 من الأبناء في كل
من ( الكويت والسعودية والإمارات ) أن :الأبناء من سن 3 أعوام إلى 18 عام
يشاهدون " الفيديو كليب ، منهم 3’92. % من الأبناء يتابعون باستمرار "
الفيديو كليب "و7.7 % فقط من العينة من لا تحرص على متابعتها وأن 39 % من
الأبناء تعجبهم كلمات الأغنية و 31 % يشاهدونها لجمال المغني / المغنية
والراقص والراقصة و 26 % منهم يجذبهم إخراج الأغنية وعلاقة المرأة بالرجل
فيها و25 % يتابعها لما تحتويه من إثارة وتشويق . (6)
تأتي التأثيرات الثقافية على الشباب من انفتاح الفضاء أمام قنوات مختلفة
منها ما يسهم إسهاماً إيجابياً ، و منها ما يؤدي إلى انحراف فكري و سلوكي
لدى بعض الشباب ، و لم يعد من الممكن السيطرة على ما تبثه القنوات
الفضائية العربية منها والدولية ، خاصة في ظل تراجع و ضعف القنوات الرسمية
، ففي استفتاء أجراه موقع (arab polls) للاستفتاءات
العربية أشار 53,3% ممن تمّ استقصاء آرائهم أنهم لا يثقون في الصحافة و
التلفزيون الحكومي في بلدانهم , كما أشار 20% فقط أنهم يثقون بها، بينما
توزعت بقية النسبة تقسيمات أخرى ، و عند سؤالهم عن القنوات التي يتابعونها
تبين أن معظمها قنوات غير حكومية ، مما يشير إلى أن ما يتلقاه شبابنا و من بينهم طلاب و طالبات المؤسسات التربوية من الثقافة ليس بيد المؤسسة الرسمية ـ
في الغالب ـ و أن مكونات هذه الثقافة ليست ـ بالضرورة ـ هي المكونات
الثقافية السائدة في المجتمع ، و هذا ما يفسر بعض مظاهر التقليد التي
تنتشر بين طلابنا و طالباتنا ، فهي انعكاس لما يتلقونه من ثقافات متعددة ،
و ليس هذا شأن شبابنا فقط ، فقد أصبحت الظاهرة عالمية ، و غير مقتصرة على
مجتمع دون غيره ،
تشير دراسة أخرى (البياتي 2006) إلى أن 21% من المشاهدين يشاهدون
التلفزيون ساعة ، و 27,5% يشاهدونه لمدة ساعتين ، و 22,5% يشاهدونه لمدة
ثلاث ساعات ، أما الذين تزيد مدة مشاهدتهم عن 3 ساعات فهم 29% ، أما نوعية
البرامج المفضلة لدى الشباب فهي 4,5% البرامج الإخبارية و 4% التربوية و
التعليمية و 9,5% المسرحيات و 10,5% الدينية و 14% الرياضية و 26% للأغاني
والموسيقى و 8% للأفلام العاطفية و 11% لأفلام العنف و الجريمة و 4,5%
للبرامج الثقافية و 8% لأفلام الرعب أما عن دور التلفزيون في إضعاف
العلاقات الأسرية (البياتي 2006) (7) فإن 57,5% أجابوا بأن التلفزيون
يتسبب في ذلك ، كما أجاب 51% بأن التلفزيون أكثر تأثيراً في الشباب من
الأسرة ، كما أجاب 66% بأن للتلفزيون تأثيرات سلبية على قيم و عادات
الشباب .
تشير دراسة (الحمود و آخرون 2007) إلى إن 31% من شباب الخليج العربي
يتابعون برامج (تلفزيون الواقع) أو (التصوير الحي) مثل برامج (ستار
أكاديمي و سوبر ستار و الوادي)
في دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم
(اليونسكو) حول معدلات تعرض الأطفال العرب للتلفزيون إلى أن الطفل قبل أن
يبلغ الثامنة العشرة يكون قد أمضى أمام شاشة التلفزيون 22,000 ساعة ، في
حين يقضي 14,000 ساعة في قاعات المدرسة ، هذا إذا علمنا أن نسبة الذين
يشاهدون التلفزيون ما بين سن الثامنة و الخامسة عشر بلغت 99,9% و أن هؤلاء
الأطفال يقضون جزءاً كبيراً في مشاهدة التلفزيون دون رفقة من أهلهم
إلى جانب هذا هناك التأثيرات السلوكية التي تخلفها القنوات الفضائية ، فقد
أصبح لها تأثيرات سلبية كما تشير إلى ذلك الإحصائيات و الدراسات ، ففي
دراسة (البياتي 2006) أجاب 66% أنهم يرون أن للتلفزيون آثار سلبية على
عادات و قيم الشباب ، كما أجاب 3% أنه (التلفزيون) يؤدي إلى انتشار
الجريمة ، و أجاب 14% أنه يؤدي إلى الكسل و التراخي و 2% إلى شيوع الرذيلة
، و أجاب 22% بأن التلفزيون يؤثر سلباً على المستوى الدراسي ، لكن 59%
أجابوا بأن التلفزيون يتسبب في كل تلك الآثار السلبية ، و في سؤال آخر
أجاب 80% إلى أنه يؤدي إلى شيوع الاستهلاك في حياة الفرد و الأسرة ، و في
إجابة أخرى ذكر 26,5% أن التلفزيون يشيع ظواهر الموضة و قص الشعر ، و أجاب
9,5% أنهم يقلدون نجوم التمثيل و الأفلام و المسلسلات في سلوكهم ، و أجاب
8,5% أنهم يتأثرون بالمفردات و الكلمات و الألفاظ السلبية من خلال
التلفزيون ، و قد أجاب 55,5% بأنهم يعتقدون أن التلفزيون يؤدي إلى كل تلك
الظواهر السلبية .
إذا كانت هذه هي الآثار السلبية للقنوات التلفزيونية الفضائية ، فإن
الجانب الآخر يجب ألا يغيب عن أي باحث ، فلا شك أن للتلفزيون آثاراً
إيجابية لعل من أبرزها دوره في زيادة مدركات المشاهد خاصة الأطفال أو
الشباب حيث يتعرف هؤلاء على كم كبير من المعلومات و الأفكار و الآراء مما
يوسع من إدراكهم ، فالفضائيات تقدم كثيراً من المعلومات التي يمكن
الاستفادة منها بل استخدامها في العملية التربوية ، هذا إضافة إلى أن
مشاهدة التلفزيون تزيد من قدرة الأطفال على التذكر و الاستيعاب و تنمي
لديهم الخيال و الابتكار كما تسهم في بناء شخصيتهم من خلال إعطائهم حرية
الاختيار و الرقابة ا لذاتية و تعزز لديهم الاستقلالية و القدرة على إبداء
الرأي و الرغبة في الحوار من خلال محاكاة ما يقدم في التلفزيون .
تأثيره الإيجابي على المؤسسة التعليمية فإنه يختصر لها كثيراً مما تقدمه ،
فالبرامج التعليمية والتربوية التي تقدمها بعض الفضائيات يمكن أن تكون
مصدراً معرفياً جيداً للعاملين و المؤسسة التعليمية ، كما يمكن الاستفادة
من المادة العلمية في العملية التعليمية و اعتبار بعض البرامج العلمية و
التربوية مرجعاً مفيداً للأساتذة و الطلبة على السواء ، لكن ذلك كله مرتبط
بحسن استخدام ما تقدمه الفضائيات ، و بحسن التوجيه لمتلقي الرسالة
الإعلامية من الطلاب و الطالبات .
ثورة المعلومات عصراً جديداً للبشرية يقارن بعصر الثورة الصناعية التي
غيرت كثيراً من أوجه النشاط الإنساني ، و جاءت ثورة المعلومات لفتح آفاق
جديدة للمعرفة و الثقافة ، و أصبح الإنسان قادراً على التواصل مع الآخر
دون حواجز أو موانع ، و تعددت مصادر المعرفة التي يمكن أن ترفع السوية
الثقافية للمتعاملين معها ، و لعل أبرز وسائل الاتصال الحديثة تأثيراً في
ذلك هي الوسائل التقنية كشبكة الإنترنت و البريد الإلكتروني (e.mail) و الرسائل الهاتفية النصية (s.m.s.) التي
تجاوز دورها كوسيلة للاتصال إلى مصدر من مصادر الثقافة و المعرفة ، فشبكة
الإنترنت أصبحت مصدراً مهماً للوصول إلى المعلومات سواء كانت معلومات
متخصصة أم عامة ، وسواء كانت مقروءة أم مسموعة أم مرئية ، مع تيسير سرعة
الوصول إلى المعلومة و سهولة الحصول عليها و تعدد هذه المعلومة ، و تزداد
المادة المطروحة على شبكة الإنترنت يوماً بعد يوم فهناك اليوم ملايين
الكتب و الدراسات و المقالات والأبحاث التي يمكن للإنسان الاستفادة منها
بسهولة و يسر ، و تجاوز الإنسان بذلك الجهد الكبير الذي كان يبذله للحصول
على هذه المعلومة في وقت واحد و مكان واحد .
منها ، نظراً لحصولهم ـ في الغالب ـ على تأهيل و تدريب علمي يمكنهم من
الاستفادة من هذه الشبكة بصورة جيدة و سهلة ، كما أن مهاراتهم التقنية
أكبر من غيرهم ممن لم يتوفر لهم حظ التعرف على هذه التقنية ، و هذا ما
نجده في الفرق بين طلاب المؤسسات التربوية و عامة الناس بل وبعض آبائهم في
استخدام شبكة الإنترنت ، ففي دراسة حول استخدام الطلبة لشبكة الانترنت (
العاني 2006 ) (8) أجاب 75.4% أنهم يستخدمون الشبكة لمدة تتراوح لبن 1ـ2
ساعة ، بينما أجاب 17% أنهم يستخدمونها مبين 3ـ ساعات ، وأجاب 3.8% انهم
يستخدمونها أكثر من 5 ساعات ، وفي دراسة أخرى ( الحمود وآخرون 2007 )(9)
أجاب 26% أنهم يستخدمون شبكة الانترنت أقل من ساعة بينما أجاب 30% أنهم
يستخدمونها ما بين 1ـ2 ساعة ,أجاب 26% انهم يستخدمونها مابين 2ـ4 ساعات ،
أما الذين يستخدمونها أكثر من 4 ساعات فإن نسبتهم تبلغ 18% و يلاحظ أن
الذين يستخدمون شبكة الانترنت من الشباب لأكثر من ساعة تبلغ نسبتهم 74%
مما يشير إلى أهمية ودور هذه الشبكة وتأثيرها في تكوين وعي الطلاب و
الطالبات ، و قد ساعد على ذلك الانتشار الواسع لهذه الشبكة في الجامعات و
المؤسسات و البيوت و المقاهي و الأماكن العامة بحيث لم يعد هناك معوق يقف
دون استخدام هذه الوسيلة التي أصبحت مصدراً للتثقيف العلمي و السياسي
والاجتماعي و الصحي و الاقتصادي و غيرها من صور الثقافة التي يحتاجها
الإنسان في حياته.
أو بوابات التواصل بين المستخدمين للشبكة ، و إذا كانت الشبكة الأم تضم
معلومات لا يستطيع المتصفح لها تغيير المادة المعروضة أمامه ، فإن البريد
الإلكتروني يحقق تلك الرغبة للتعامل معها من خلال ما يرسله من معلومات أو
مواد علمية أو ثقافية عامة أو رسائل شخصية أو صور أو ملفات مسموعة أو
مرئية أو غيرها من المواد ، و مما ساعد على ذلك أن مزايا استخدام البريد
الإلكتروني سهلة و رخيصة ؛ فالمتعامل لن يضطر إلى مراعاة فروق التوقيت أو
المسافات الجغرافية ، وقد أصبح وسيطاً بين الأساتذة و
الطلاب و الطالبات حيث يمكن التواصل بينهم لإرسال الواجبات الدراسية أو
التكليفات أو تقديم الأسئلة و تلقي الردود عليها ، أو حتى لاستخدام البريد
الإلكتروني أو شبكة الإنترنت ـ بصفة عامة ـ للتواصل بين المجموعات خلال
الدروس (الإلكترونية) أو الساعات المكتبية ، كما أن الشبكة يسّرت للطالب و
الطالبة التسجيل في المساقات الدراسية (لطلبة الجامعات) أو تغييرها أو
تقديم الامتحانات غير المباشرة و تلقي نتائج الامتحان أو غيرها من أشكال
التواصل غير المباشر ، و إذا كان هذا شأن الطلاب و الطالبات فإن أعضاء
هيئة التدريس أكثر استفادةً و ذلك في تواصلهم مع طلابهم أو مع الإدارات
المختلفة في المؤسسة الجامعية أو التواصل مع زملائهم في الجامعات و
المعاهد و المؤسسات المختلفة .
أحدثت شبكة المعلومات ( الإنترنت ) "نقلة مهمة في آليات التعليم و التعلم
، فهي تعمل على توفير الخدمات التربوية بصورة أسرع و بتكلفة أقل ، هذه
المكاسب تعود إلى إعادة النظر في فلسفة العمل التربوي و مناهجه و آلياته ،
و العمل على دمج قواعد المعلومات التربوية و تكاملها .
و تعمل على إيجاد علاقة جديدة بين العاملين في الحقل التربوي و بعضهم
البعض من جانب ، و بينهم و بين الشركاء التربويين و المستفيدين من الخدمات
التربوية من جانب آخر . (10)
بفضل هذا( الشبكة ) " فقد ظهرت اليوم بوادر نقل الثقافة من جيل إلى جيل
آخر بدون استخدام الورق . و لدى البحث في الإنترنت يجد القارئ مواد كثيرة
تحت عنوان صفوف بلا أوراق (Paperless Classroom) ، و في هذا الخصوص تشير كامبن (Campen,2004) إلى مثل هذا التطور التكنولوجي من حيث أن استخدام التكنولوجيا المتقدمة أوجد صفوفاً دون أوراق .
إذا كانت هذه الاستخدامات تتم من خلال شبكة الإنترنت و البريد الإلكتروني
فإن البريد الإلكتروني أصبح مصدراً للتثقيف العام بما يتلقاه الطلاب و
الطالبات من رسائل متعددة المصادر .
أشارت دراسة أجرتها ( سيمانتك ) أظهرت أن الأطفال يدخلون إلى الإنترنت
بكثافة أكبر خلال أشهر الصيف بعد أن تغلق المدارس أبوابها. و عندما تم
سؤالهم عن عدد الساعات التي يقضونها في تصفح الإنترنت، أشار 44% منهم إلى
أنهم يستخدمون الإنترنت لمدة ساعتين تقريباً كل يوم. أما الذين يستخدمون
الإنترنت لأكثر من ساعتين في اليوم فوصلت نسبتهم إلى 23%. وأشار 75% من
هؤلاء الذين يقضون أكثر من ساعتين في اليوم في استخدام الإنترنت إلى أن
معظم هذا الوقت يقضونه في قراءة وإرسال البريد الإلكتروني.
فقد وفرت هذه الخدمة الإلكترونية وسيلة سهلة و بسيطة للتواصل بين الناس ،
و قد زاد الإقبال عليها في السنوات الأخيرة كوسيلة تثقيفية أيضاً إذ تصل
رسائل من مصادر عامة كالمؤسسات التعليمية و المؤسسات الحكومية و الشركات و
غيرها معرّفة بنشاطها أو برامجها أو أخبارها ،
الصحافة أ و الإعلام الورقي أو الإعلام المقروء الضلع الثالث في مثلث
مصادر الثقافة الإعلامية ، و الإعلام الورقي من صحافة ومجلات ، هو من أقل
وسائل الثقافة الإعلامية تأثيراً على جيل الشباب و خاصة من كان منهم في
المراحل التعليمية ، إذ أن اهتمامهم بالشأن العام الذي ـ هو محور ما تدور
عليه الصحافة ـ قليل ، و لذا فإن اهتمامهم يتجه ـ غالباً ـ إلى الصحافة
المجتمعية أو المرتبطة بالقضايا التي تهتم الشباب في هذه المرحلة من العمر
مثل المجلات الاجتماعية و الفنية ـ و خاصة بالنسبة للفتيات ـ أو المجلات
الرياضية و مجلات السيارات و الأجهزة الإلكترونية و غيرها ـ بالنسبة
للفتيان ـ و هذا ما تشير إليه الدراسات المتخصصة ، ففي دراسة (وطفة) أشار
إلى أن 20% فقط من الشباب يقرأون الصحف يوميا ، و 28% يقرأونها أكثر من
مرة أسبوعياً ، و 14% يقرأونها شهرياً ، و 31% يقرأونها عرضياً ، أما 5,9%
فلم يبدوا رأيهم . (11)
في دراسة أخرى(المحمود و آخرون 2007) (12) فقد أشارت الدراسة إلى أن 34%
من شباب الخليج العربي يتابعون الصحف اليومية و 61% يتابعونها أحياناً و
5% لا يتابعونها !!
النتيجة الأخرى تبين السبب في عدم متابعة الشباب للصحف اليومية ، إذ أجاب
5% فقط!! ممن تم استقصاء آرائهم بأنهم يصدقون أو يؤمنون بما يقرأونه في
الصحيفة اليومية ، بينما أجاب 89% بأنهم يصدقون ذلك أحياناً ، أما 6%
فإنهم لا يصدقون و لا يؤمنون بما في الصحف اليومية ، و هذه نتيجة تبين
السبب في قلة إقبال الشباب ـ خاصة الطلاب و الطالبات ـ على متابعة الصحف
اليومية ، كما يبين مدى تأثير ذلك على تكوين الثقافة الإعلامية لديهم .
و البحوث المتخصصة ، لما لهذه المسألة من علاقة مباشرة بالمجتمع و الحياة
و لما لها من تأثير مباشر كذلك على العملية التعليمية و التربوية
العلاقة تعتريها كثير من المؤثرات و الأسباب التي تجعلها ليست كما يجب أن
تكون عليه (التكامل) و ليست كما توصف (التناقض) ، لقد بدا واضحاً في كثير
من الأنشطة التي تبحث في طبيعة العلاقة سعة الهوة التي تفرق بين الفريقين
، فالتربويون ينظرون إلى الإعلام باعتباره قوة مؤثرة في العملية التعليمية
من خلال ما تحتويه المادة الإعلامية التي تبثها أجهزة الإعلام ،
من هذه الاستعمالات المتعدّدة والمتنوّعة لوسائل الإعلام في خدمة أغراض
تربويّة، فإنّ الجدل بقي قائما بين المربين والدارسين حول الجدوى الفعلية
لوسائل الإعلام في العملية التربويّة.
الإشكالية الثانية التي تبدو في العلاقة بين الطرفين أن هناك حالة من
الانبهار بوسائل الإعلام و تأثيراتها إذ أن التطور السريع و المتنامي
لأجهزة الإعلام و تنوعه محتواها و تعدد مضمون رسالتها الإعلامية جعلها
أكثر قرباً من الإنسان بل أكثر تأثيراً ، خاصة و أنها تستخدم مؤثرات عدة
على حواس الإنسان بين السمع و البصر و الإدراك بالعين الباصرة ، كما أن
صفة التشويق تجعل من الوسيلة الإعلامي أكثر جذباً و أكثر تأثيراً كذلك .
بد من إعداد الدراسات و البحوث التي تجسّر العلاقة بين الثقافة التربوية و
الثقافة الإعلامية و تربط المؤسسات التربوية بالمؤسسات الإعلامية بما يحقق
الأهداف المرجوة لبناء الشخصية الإنسانية السوية .
الأسرية و المدرسية مدخلان أساسيان في تكوين أسس بناء شخصية الطالب ، و
لذا لزم إعطاؤهما الأمر كاملاً للقيام بدورهما من خلال اهتمام الأسرة و
المدرسة بأبنائها .
ميثاق شرف بين المؤسسات التربوية و المؤسسات الإعلامية الرسمية منها و
الخاصة سيضع الملامح الأساسية لانتقال العلاقة بينهما من التناقض إلى
التكامل .